أظهرت دراسة أن الناس يخشون أن يتم تجاهلهم اِعتمادا على مظهر الخارجي، و أن قلقهم يزداد كلما تقدموا في السن.
يمكن للكثير من الأشياء أن تتغيّر في غضون عشر سنوات. إلا أن شيئا واحد لم يتغير في كوريا الجنوبية خلال العشريتين السابقتين بخصوص توكيدهم على المظهر الخارجي.
طبقا لإحصائيات حول التصورات المتعلقة بالمظهر الخارجي و الجراحة التجميلية قامت بها منظمة Gallup Korea بين 1994 و 2015، فإن نسبة الكوريين الذين يعتقدون أن المظهر يؤثر “إلى حد ما” أو “كثيرا” في نوعية الحياة بقيت مرتفعة، حيث بلغت 87% في سنة 1994 و 2004 و 86% في سنة 2015.
الكثير من الأشخاص المشاركين في هذه الإحصائيات أظهروا عناية فائقة بمظهرهم الشخصي، اِرتفعت نسبة الأشخاص الذين كانت إجاباتهم على نحو “إلى حد ما” أو “كثيرا” و الذين يولون اِنتباه كبيرا لمظهرهم الشخصي من 56% في سنة 1994 إلى 58% في 2004 و بلغت 64% سنة 2015.
أحد آثار الاِهتمام الاِجتماعي المفرط بالمظاهر هو فقدان الثقة بالنفس و الخوف من التعرض للنقد من طرف الآخرين.
في 14 أغسطس صدرت ورقة بحثية من الجمعية الاِجتماعية الكورية بعنوان ” قلق المظاهر و الخوف من التقدم في السن في مجتمع قائم على المظاهر”، أكدت ليم إن-سوك أستاذة علم الاِجتماع في جامعة كوريا، أن الأشخاص المشاركين في الإحصائية سجلوا 2,10 من 5 نقاط بخصوص القلق الذي يسببه لهم مظهرهم الخارجي. 1.008 رجل و اِمرأة مشاركة في الإحصائية، متوسط أعمارهم 45 سنة، تبين أنهم أكثر عرضة للقلق كلما تقدم بهم السن، كلما زاد تعرضهم للمعاملة غير عادلة اِعتمادا على المظاهر، كلما زاد اِعتقادهم بأهمية المظاهر في الحياة، كلما زاد إدراكهم لكون كوريا مجتمعا يتم فيه الحكم على الناس من خلال المظهر الخارجي.
“معدل 2,10 لا يعتبر منخفضا أبدا حين يتعلق الأمر بالاِضطرابات النفسية و غيرها من الظروف الصحية الحرجة، خلافا لحالة قلق بسيطة،” تعقّب ليم.
و تضيف، “يعتبر هذا أكثر من تعبير شخصي عن مرض ما، إنه قلق اِجتماعي يؤثر عليه بشكل كبير اِعتماد كوريا على المظاهر.”
كما لاحظت أن “الإقصاء الاِجتماعي بسبب المظاهر أخذ صفة شرعية بسبب التطور الذي عرفته الصناعات المتعلقة بالمظهر و الذي جعل الكثير من الأشخاص يعتقدون أنهم قادرون على تحسين مظهرهم أكثر إن عملوا على ذلك بما فيه الكفاية.”
_______________________
الكاتبة: كيم ميي-هيانغ
المصدر: مجلة هانكيوريه الكورية