يمكن القول أن الكيمتشي “Kimchi” يعتبر أحد أهم صادرات كوريا.
في السنوات القليلة الماضية, احتل الكيمتشي بنجاح مكاناً على رفوف البقاليات المفضلة لديكم, حصل على لقب “الطعام الخارق“, و أصبح المكون الذي يختاره الطهاة المشهورون لإضافة نكهة مميزة لأطباقهم و حتى أكثرها مللاً.
و مع ذلك, قليلون هم من يعلمون مدى روعة الكيمتشي. إليكم بعض الأشياء التي قد ماتزالون تجهلونها عنه.
1- الكوريون مدمنون على الكيمتش
دائماً ما يشتكي الكوريون من الآثار السيئة للطعام الغربي على معدتاهم, و أكل الكيمتشي هو أفضل علاج لمحاربة تلك الآثار المزعجة.
في كوريا الجنوبية لوحدها, يتم استهلاك نحو 40 باوند (نحو 18.14 كغ) من الكيتشي من قبل الشخص الواحد في العام, و هي كمية هائلة. ولكن, باعتبار أن الكوريين يضيفون الكيمتشي إلى كل شيء تقريباً, لا يعد ذلك مستغرباً على الإطلاق!
2- صنع الكيمتشي بالطريقة الكورية يستغرق شهراً إلى ثلاثة أشهر
العديد من الطهاة الأمريكيين صنعوا أنواعاً مختلفة من الكيمتشي اعتمدوا فيها على تخليله للحصول على طبق أخف و أكثر ميلاً للأسلوب الغربي و تحضيره أسهل, إلا أن الكيمتشي في الواقع طعام يصنع بطريقة التخمير مما يجعل الحصول على الكيمتشي الأصلي يستغرق وقتاً أطول.
في حال تخزينه بشكل مناسب, الكيمتشي يحافظ على طعمه لمدة تتراوح بين شهر إلى 3 أشهر منذ صنعه, و لكن فيما يخص الطهو باستخدام الكيمتشي فهو أفضل كلما كان أقدم. الكيمتشي الناضج يؤدي إلى يخنة مثالية و هو إضافة رائعة للكيمباب “Kimpap” و الأطباق المقلية, كطبق الكيمتشي بالأرز المقلي.
3- يوجد تقريباً 200 نوع مختلف من الكيمتشي
إذا ظننت أنك تعرف ماهو الكيمتشي, فمن المرجح أنك لا تعرف سوى مقدمة عنه, فهناك نحو 200 نوع مختلف من الكيمتشي, و لكن مع اعتبار تنوع أشكال الملفوف و الفجل و غيرها من الخضراوات, بالإضافة إلى طرائق التحضير المختلفة, فإن عدد أنواع الكيمتشي لانهائي!
على الأغلب أنكم تعرفون أكثر أنواع الكيمتشي شيوعاً, وهو كيمتشي الملفوف “بيتشو كيمتشي Paechu Kimch” و هو نوع من الكيمتشي المخمر و الحار يضاف إليه الملفوف الصيني, فلفل غوشو “Gochu”, البصل الأخضر, الثوم و الخل. كذلك كيمتشي الفجل المقطع “كاكتوغي Kakktugi”, كيمتشي الخيار “أو إي كيمتشي O-I Kimchi”, و كيمتشي المياه “مول كيمتشي Moul Kimchi” فجميعها تعتبر من أنواع الكيمتشي المعروفة بشكل جيد أيضاً.
هذا يسمح للكوريين أن يضيفوا النوع المناسب من الكيمتشي مع طعامهم, تماماً كما يفعل الفرنسيون مع نبيذهم.
وجبة السامغيوبسال “Samgyeopsal”, و هي عبارة عن لحم الخنزير المقطع, يتم تناولها بشكل عام مع كيمتشي البوسام “Bossam Kimchi”, وهو نوع طازج و نقي من الكيمتشي. بينما وجبة يخنة السوللونغتان “Seolleongtang”, وهي عبارة عن حساء حار بعض الشيء ذو طعم لذيذ و معروفة بأنها تكافح آثار الثمالة, فمن الأفضل تناولها مع أحد أنواع كيمتشي الفجل المقطع و الحار المعروف باسم كاكتوغي “Kaktugi”.
4- الكيمتشي سبب للكوريين سمعة سيئة
صحيح أننا جميعاً نعرف ماهو الكيمتشي الآن, و لكن منذ زمن ليس ببعيد, كان الكيمتشي عبارة عن طعام غريب جداً بالنسبة لأغلب سكان الغرب.
يمكن أن يُرى حب الكوريين للكيمتشي بأنه حب هوسي و هو كذلك حقاً في بعض الأحيان. منذ فترة, أصبح موضوع اهتمام الكوريين بصورتهم أمام العالم و عدم إهانتهم للغرباء ببعض عاداتهم و طعامهم الغريب أمراً مهماً جداً و متعلق بالكرامة الوطنية, ولكن قبل ذلك, كان المسافرون الكوريون يأخذون معهم بعض الكيمتشي المصنوع في المنزل أثناء سفرهم, مما سبب الإزعاج للمسافرين بقربهم (بسبب رائحته) و الذين أساؤوا الظن بالكوريين.
حتى أن دايفيد تشانغ David Chang صاحب سلسلة مطاعم Momofuku موموفوكو الشهيرة اعترف بأنه تعرض للتنمر من قبل زملائه في المدرسة عند إحضاره الكيمتشي معه.
5- الصين قد تكون سبب نهاية الكيمتشي الكوري
صحيح أن كوريا و الصين قد وقعتا اتفاقية تجارة مشتركة, إلا أن الصين قامت مؤخراً بإجراء تعديلات من ناحية تصنيف الطعام قد تكون سبباً حقيقياً لتهديد مستقبل الكيمتشي الكوري.
منذ عدة سنوات, بدأ الكيمتشي “المزيف” باجتياح الأسواق دون أن يشعر أغلب الكوريين بذلك حتى, حيث أنه في الواقع لا يوجد شخص كوري قد يشتري كيمتشي مصنوع في الصين. هذا المنتج سلك طريقاً مختلفاً حيث أنه وجه أنظاره نحو المطاعم و الأسواق الإلكترونية, و قد تمكن من النجاح من خلال أسعاره الرخيصة جداً.
و لكن المشكلة هي أن السلطات الصينية جعلت أمر منافسة الكوريين لهم شبه مستحيل. قام الصينيون بإعادة تصنيف الكيمتشي على أنه مخلل, مانعين بذلك تصدير الكيمتشي الكوري و الذي هو في الحقيقة مخمر (أي يحتوي بكتيريا) و ليس مخللاً.
هذه القضية مهمة جداً و ليست أمراً يستهان به: نظراً لأهمية الإنتاج الصيني من الكيمتشي, فإن مجال الزراعة في الصين قد يصل إلى مرحلة تجعله قادراً على التحكم بهذه الصناعة في الجانب الكوري أيضاً.
الصين قامت بتصدير ما يعادل 104.4 مليون دولار من الملفوف المخلل إلى كوريا العام الماضي, أي تقريباً 9 مرات أكثر من إصدارات كوريا من الكيمتشي إليها. الكيمتشي المصنوع في الصين يؤثر الآن في الإنتاج الكوري أيضاً, مما وضع المزارعين الكوريين المحليين في موقف صعب لا يمكنهم من المنافسة, بالإضافة إلى إغلاق بعض المعامل و توقفها عن الإنتاج نهائياً.
و باعتبار أن الأجيال الشابة الكورية لا تبدو مهتمة بالحفاظ على تقليد صنع الكيمتشي في المنزل, يبدو أن مستقبل الكيمتشي الكوري غير مضمون.
6- الحكومة الكورية هي سبب معرفة العالم بالكيمتشي
بعد ألعاب الأولمبياد التي أقيمت في كوريا عام 1988, اكتشف صناع القرار الكوريون أهمية الطعام كمصدر صغير للقوة, فأصبح الترويج للكيمتشي أمراً أساسياً في استراتيجية التسويق العالمية في كوريا.
ولكنهم سرعان ما علموا أن الرائحة القوية للكيمتشي و طعمه الحار لن يسهل من بيعه للزبائن في الخارج. كما لم يكن من الصعب عليهم أن يفهموا مدى غرابة هذا الطعام بالنسبة للغرباء, حيث أن الدبلوماسيين الخارجيين كان يترددون في تذوق الكيمتشي عند زيارتهم لكوريا, والقليل ممن تذوقوه أعجبهم طعمه.
بسبب ذلك, تعهدت الحكومة أن تبذل جهداً أكثر في هذه المسألة, حيث أنشؤوا مشاريع شارك إليها طهاة عالميون و علماء مشهورون لإنتاج كيمتشي محسن, بحيث يحافظ على اللمسة الكورية و بنفس الوقت ينال إعجاب الذوق الغربي الغير معتاد على هذا النوع من الطعام.
العام الماضي, أنفقت الحكومة الكورية 9 مليون دولار على برامج الأبحاث, وترافق ذلك مع زيادة طبيعية لشعبية الكيمتشي, ساهم فيها المهاجرون الكوريون و الطهاة الذين لديهم حب للتجربة.
كما بذلت جهود لنشر ثقافة الكيمتشي من قبل جوانب أخرى من الثقافة الكورية, تضمنت الدراما, أفلام الكرتون و الأغاني.
7- الكيمتشي طعام معجزة يقاوم الأمراض
إذا كان لديك أصدقاء كوريون, لابد أنهم أخبروك مراراً و تكراراً أن الكيمتشي مفيد لك, و هو كذلك حقاً! باحتوائه على 15 حريرة تقريباً في الوجبة الواحدة, يعتبر الكيمتشي من أقل الوحبات التي تحتوي على السعرات الحرارية. يحتوي الكيمتشي على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة و الألياف كما يعد مصدراً مهماً للفيتامينات A, B1, B2, B12, و كذلك الكالسيوم و السيلينيوم.
يؤمن الكوريون بأن الكيمتشي هو سر صحتهم الجيدة, لياقتهم العالية, و حياتهم الطويلة. كما يعتقد الكثيرون أنه يمنع و يخفف من الالتهابات, يعالج مرض السارس التنفسي, و حتى مرض السرطان!
8- كما أنه قد يسبب مشاكل خطيرة, منها سرطان المعدة
بسبب كونه حاراً جداً, مليئاً بالملح و غنياً جداً بالألياف, الإفراط في تناول الكيمتشي يعتبر فكرةً سيئة. يحتوي الكيمتشي على مركبات N-nitroso, و هي مركبات من المحتمل أن تكون مسرطنة, و مما يثير القلق أكثر كون معدلات سرطان الجهاز الهضمي في كوريا من أعلى المعدلات في العالم.
مع ذلك, يميل الكوريون إلى الاعتقاد بأن اللوم لا يقع على الكيمتشي, بل على النمط الغذائي المتبع في البلاد و الذي يعتبر مشبعاً بالنيتريت, بما يشمل الكيمتشي بالإضافة إلى الكثير من أنواع الطعام المخمر الأخرى كأطعمة الصويا المخمرة, السمك المخلل, و اللحوم.
كما أن العديد من الدراسات الأخرى ربطت الكيمتشي مع حب الشباب, الإسهال, و بعض أنواع الالتهابات.
خلاصة هذا كله أن الاعتدال واجب في كل شيء.
9- الكوريون أحضروا الكيمتشي إلى وكالة الفضاء العالمية
عام 2008, نجح العلماء في ابتكار “كيمتشي فضائي” لأول رائدة فضاء كورية سويون يي SoYeon Yi.
بعد إنفاقهم الملايين من الدولارات و سنوات من البحوث, تمكنوا من صنع كيمتشي قليل السعرات الحرارية, مليء بالمعادن و خالي من أي بكتيريا, خوفاً من أن هذه البكتيريا قد تتحول في الفضاء.!!
10- الكوريون يقولون “كيمتشي” عند التقاطهم الصور
قبل أن نظهر أجمل ابتساماتنا أمام المصور, أغلبنا يقول كلمة “تشيز Cheese”, لكن الكوريين يحبون الالتزام بالأمور المحلية. عوضاً عن كلمة تشيز الكوريون يقولون “كيمتشي“, و نظراً لمدى براعتهم في التقاط الصور لأنفسهم, يبدو أن هذه الطريقة فعالة!
المصدر: xpatnation.co
يمنع نسخ او تحويل المقال إلى فيديو أو إلى مقال في مدونة أخرى